لا يزال الشارع الكروي الفرنسي والعالمي ينتظر اللحظة التي يعود فيها زين الدين زيدان إلى عالم التدريب، خاصة بعد موجة التقارير التي أكدت اقترابه من تولي قيادة منتخب فرنسا.
إلا أن التطورات الأخيرة كشفت حقيقة السبب وراء تأخر توقيع العقود، رغم جاهزية الاتحاد الفرنسي للتعاقد معه.
وعاد زيدان لإحياء الجدل حول خطوته المقبلة بعدما صرح خلال مشاركته في حفل خيري بمدينة طولون بأن عودته إلى التدريب أصبحت "قريبة جدا"، ليثير موجة جديدة من التكهنات بشأن وجهته القادمة.
ومنذ رحيله عن ريال مدريد في عام 2021، ظل زيدان بعيدا عن الملاعب رغم العروض الكبرى التي وصلته، لكنه بقي متأنيا في اختيار مشروعه الجديد، مما زاد من شغف الجماهير التي تترقب ظهوره مجددا.
ازدادت الأحاديث حول أن زيدان هو الخيار الأول لقيادة المنتخب الفرنسي بعد إعلان ديدييه ديشامب انتهاء مهمته رسميا عقب كأس العالم 2026، ومع ذلك لم يدخل زيدان في مفاوضات نهائية حتى الآن.
وكشف الصحفي الموثوق فابريتسيو رومانو أن زيدان هو المرشح الأبرز لتدريب الديوك، لكن السبب في عدم توقيع العقود يعود لقرار زيدان نفسه، إذ يرفض أي خطوة رسمية قبل نهاية عهد ديشان احتراما له ولتاريخه.
في المقابل، يركز الاتحاد الفرنسي حاليا على إعداد المنتخب لكأس العالم 2026 التي تستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، قبل مناقشة مستقبل الجهاز الفني.
بدأ زيدان، صاحب الـ53 عاما، مشواره الكروي في نادي كان الفرنسي، قبل انتقاله إلى بوردو ثم إلى يوفنتوس عام 1996، حيث لعب 212 مباراة وسجل 31 هدفا وصنع 54، محققا خمسة ألقاب.
ثم جاءت المحطة الأبرز في مشواره مع ريال مدريد بين عامي 2001 و2006، حيث خاض 227 مباراة سجل خلالها 49 هدفا وصنع 67، وحقق ست بطولات، بينها دوري أبطال أوروبا 2002.
وبعد الاعتزال، اتجه زيدان إلى التدريب عبر بوابة ريال مدريد كاستيا عام 2014، وصولا إلى تدريب الفريق الأول في 2016، ليحقق واحدا من أعظم الإنجازات في تاريخ النادي: ثلاثة ألقاب متتالية في دوري أبطال أوروبا أعوام 2016 و2017 و2018.
منذ رحيله عن مدريد في 2021، بقي زيدان بدون ناد، لكنه لم يخف حلمه القديم "تدريب منتخب فرنسا".
مصادر مقربة نقلت عنه تصريحه بأن قيادة الديوك "حلم الطفولة" وأنها "الخطوة الطبيعية" في مسيرته القادمة.
تولى ديدييه ديشامب قيادة منتخب فرنسا في يوليو 2012، وخلال 14 عاما خاض الديوك تحت قيادته 173 مباراة، حققوا خلالها 111 انتصارا و32 تعادلا مقابل 30 خسارة.
أما على مستوى البطولات، فيحمل ديشامب سجلا ذهبيا بقيادتين بارزتين:كأس العالم 2018 في روسيا،
لقب دوري الأمم الأوروبية 2020–2021.
سر تأخر توقيع عقد تدريب زين الدين زيدان
1. الاحترام لديشامب (السبب الرئيسي)
موقف زيدان: تشير التقارير، خاصة عن طريق الصحفيين الموثوقين مثل فابريزيو رومانو، إلى أن زيدان نفسه هو من يرفض اتخاذ أي خطوة رسمية أو إعلان عن الصفقة في الوقت الحالي.
التقدير لتاريخ ديشامب: يرغب زيدان في إظهار كامل الاحترام لديدييه ديشامب، الذي لا يزال يشغل منصب المدير الفني للمنتخب الفرنسي وسيبقى كذلك حتى انتهاء عقده (المقرر بعد نهاية كأس العالم 2026). لا يريد زيدان أن يُشتت تركيز ديشامب أو الفريق بالإعلان عن خليفته مبكراً.
2. تركيز الاتحاد الفرنسي على مونديال 2026
الأولوية: يركز الاتحاد الفرنسي لكرة القدم حالياً بشكل كامل على دعم ديدييه ديشامب في استعداداته لنهائيات كأس العالم 2026 (التي تستضيفها الولايات المتحدة، كندا، والمكسيك).
تجنب الإزعاج: يرى الاتحاد أن الإعلان الرسمي عن وصول مدرب جديد في المستقبل قد يخلق حالة من الجدل ويشتت انتباه اللاعبين والإدارة الفنية أثناء فترة التحضير للبطولة.
3. تأكيد الطرفين على الرغبة
على الرغم من التأجيل، فإن العملية تبدو شبه محسومة:
رغبة زيدان: صرح زيدان مؤخراً: "سيحدث قريباً. قريباً جداً" بخصوص عودته للتدريب، وأشار سابقاً إلى أن تدريب المنتخب الفرنسي هو "حلم الطفولة" والخطوة الطبيعية في مسيرته.
انتظار ديشامب: تشير التقارير إلى أن ديشامب قد أقر بانتهاء مسيرته الطويلة مع الديوك (والتي بدأت في 2012) عقب مونديال 2026، ويترقب عروضاً للتدريب في مكان آخر (تم تداول اسمه في الدوري السعودي).
الخلاصة: التأخر ليس سببه اختلاف مالي أو فني، بل هو قرار أخلاقي بالانتظار حتى انتهاء مهمة ديدييه ديشامب بالكامل بعد كأس العالم 2026.
تعليقات
إرسال تعليق